الشفاعة في القصاص
م. - 27/08/2011م
ما رأيكم في التوسط للقاتل في جرائم القتل العمد, وهل هناك أسباب تدعو الشخصية الاجتماعية أو الدينية وتجبرها على الوساطة, وأخيراً؟
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

أصل الشفاعة لإنقاذ رقبة من القتل أمر محمود شرعاً وعقلا, ويستثنى من ذلك إذا كان مستحق القصاص محترفاً للإجرام, وما يدعو الشخصية الاجتماعية أو الدينية للوساطة, يجب أن يكون أولاً لكسب الثواب من قبل الله تعالى كما يقول عز من قائل: ﴿مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا.

ثم إن عائلة مستحق القصاص جزء من المجتمع, وتكون في موقع الحاجة الماسّة لمن يتعاطف معها في محنتها ومعاناتها, وشعور أفراد العائلة بنبذ المجتمع لهم وعدم إبداء التعاطف معهم له مردود سلبي, لذلك ينبغي الاستجابة لطلبهم الوساطة.

من جهة أخرى فإن نجاح الوساطة ليس أمراً مؤكداً، لكنهم سيشعرون بأن هناك من سعى وتعاطف معهم.

أما مسألة ضرورة الردع وأن الوساطات تشجع على انتشار الإجرام, فقد يصح ذلك لو كانت الشفاعة لمحترف الإجرام, كما أنه ليس كل وساطة تنجح كما رأينا, فهناك من أولياء الدم من يصرّ على القصاص, وهو حق مشروع, وانتظار الحكم ثم انتظار تنفيذ الحكم هو بحد ذاته عقوبة ليست قليلة, ثم العناء الذي تتحمله العائلة وهي تسعى للوساطة ولجمع المبالغ المالية هو الآخر عقوبة مؤلمة.

وفقك الله لكل خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حسن الصفار