رؤية الله تعالى
ع. ج. - 18/08/2011م
سؤال اختلف فيه الرأي بيننا وهو هل نرى الله يوم القيامة أم لا؟
فبعض منا يؤمن برؤية الله والبعض الآخر لا يؤمنون برؤية الله، وأنا ضعت فأنا أهل هذا الأمر ولا أستطيع ان افتي فيه لأن هذا الأمر حساس جدا وأريد الاتجاه الصحيح لهذا الأمر.
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

يختلف المسلمون في مسألة رؤية الله تعالى فمنهم من ينفيها في الحياة الدنيا ويثبتها يوم القيامة، ومنهم من ينفي إمكانية ذلك في الدنيا والآخرة.

رأي الشيعة الإمامية: يرى الشيعة الإمامية استحالة رؤية الله تعالى سواء في الدنيا أو الآخرة، وذلك استناداً إلى الآيات القرآنية المباركة وأحاديث أهل البيت والنظرة العقلية المنطقية.

من القرآن الكريم، يقول الله تعالى ﴿لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (الأنعام:103), ويقول تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (لأعراف:143).

ومن أحاديث أهل البيت:

ـ روى الصدوق عن عبد الله بن سنان عن أبيه قال: حضرت أبا جعفر (محمّد الباقر) فدخل عليه رجل من الخوارج فقال له: يا أبا جعفر أيّ شيء تَعبد؟ قال: «الله»، قال: رأيته؟ قال: «لم تره العيون بمشاهدة العيان ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان، لا يُعرف بالقياس، ولا يُدرك بالحواس، ولا يُشبِه بالناس، موصوف بالآيات، معروف بالعلامات، لا يجور في حكمه، ذلك الله لا إله إلاّ هو»، قال: فخرج الرجل وهو يقول: الله أعلم حيث يجعل رسالته.

ـ روى الصدوق عن أبي الحسن الموصلي، عن أبي عبد الله قال: جاء حبر إلى أمير المؤمنين فقال: يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك حين عبدته؟ فقال: «ويلك ما كنت أعبد رباً لم أره»، وقال: كيف رأيته؟

قال: «ويلك لا تُدركه العيون بمشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان.

ـ أخرج الصدوق عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله قال: قال: «إنّ الله عظيم، رفيع، لا يقدر العباد على صفته ولا يبلغُون كنهَ عظمته، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، وهو اللطيف الخبير، ولا يوصف بكيف ولا أين ولا حيث...).

ـ أخرج الصدوق عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قال عليّ بن موسى (عليهما السلام) في قول الله عزّ وجلّ ﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ: «يعني مشرقة تنتظر ثواب ربّها».

وأما الدليل العقلي فملخصه أن أي شيء يرى يكون محدوداً في مكان ما محتاجاً إلى المكان ليكون فيه وهذا لا يجوز على الله تعالى.

ولمزيد من التعرف على بحث الرؤية يمكنك قراءة البحث الذي كتبه سماحة العلامة الشيخ جعفر السبحاني، عبر الرابط التالي:

http://imamsadeq.com/ar.php/page,564AAr2711.html

وفقك الله لكل خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حسن الصفار