الهدف من الخلق
آ. - US,CO,Fort collins - 23/03/2011م
منذ فترة وجيزة, صارت تراودني بعض الأسئلة التي لا علم إن كان لي الحق في أن أسألها وأن أغوص في حيثياتها وتفاصيلها, لكن أحب أن أعرف لها جوابا أو شرحا يكفل لي تلاشي كل ما يدور في تفكيري.
ما العلة من الخلق؟ لماذا خلقنا الله سبحانه؟ ماذا كان قبل خلق المخلوقات؟ ما الذي جعل إلهنا بعظمته يخلقنا لنعبده؟ وما الغاية من عبادته وهو غير محتاج لها؟
آمل بجوابك وشرحك أن أعرف معنى وغاية تعبدي وصلاتي.
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

من حق الإنسان أن يفكر ويتأمل ويسأل حتى يكون عمله عن علم ومعرفة، وما تفضلت به من أسئلة هي مواضيع ناقشها العلماء كثيراً وألفت فيها الكتب، فلا حرج في مناقشتها أبداً.

العلة من الخلق

يقول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذريات:56.

العلة من الخلق هي عبادة الله تعالى، والعبادة في حقيقتها شرف رفيع وسعادة عظمى لا يمكن للإنسان أن يحققها بدون العبادة والتذلل لله سبحانه وتعالى، فالإنسان هو المحتاج للعبادة، فبها يسمو ويرقى في مدارج الكمال.

قبل خلق الخلق لم يكن هناك أي موجود سوى الله سبحانه وتعالى، ثم أفاض الوجود برحمته على المخلوقات، فالإنسان أصبح موجوداً بعد العدم، وهي أكبر نعمة من الله على الإنسان.

الله سبحانه وتعالى هو الكمال والجمال المطلق، ومن كماله وجماله أفاض الوجود على الكائنات، ومن خلال هذا الوجود أتيحت الفرصة للإنسان أن يتعرف على جمال الوجود وخالق الجمال وينعم بالقرب منه بالعبادة.

إن من ذاقوا حلاوة العبادة ولذة القرب من الله عرفوا جزءاً من الحقيقة المطلقة في هذا الكون، وفي مناجاة الإمام زين العابدين نقرأ: (إلهي من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك فرام منك بدلا ومن ذا الذي أنس بقربك فابتغى عنك حولا).

وفقك الله لكل خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حسن الصفار