أشاد بتعزية المرجع السيستاني برحيل بابا الفاتيكان
الشيخ الصفار: الانفتاح والحوار نهج الإمام الصادق مع الآخرين

قال سماحة الشيخ حسن الصفار: إن الإمام الصادق أرسى نهج الانفتاح بين المذاهب، ويجب أن يكون سمة لاتباع مدرسته في كل عصر.
وتابع: الانغلاق والانكفاء يمثلان انحرافًا عن جوهر مدرسة أهل البيت ، ويخدمان مشاريع الإقصاء والتهميش التي يسعى إليها أعداؤهم.
جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة 27 شوال 1446هـ الموافق 25 أبريل 2025م، في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: الإمام الصادق والانفتاح بين المذاهب.
وأوضح سماحته أن أي تنوع بين الناس في انتماءاتهم، ينبغي أن يكون دافعًا للتعارف والانفتاح، لتتعرف كل جهة على ما عند الجهة الأخرى.
وأبان أن الإمام الصادق اعتمد نهج الانفتاح والتواصل والحوار مع المذاهب الأخرى، انطلاقًا من المبادئ الدينية، والقيم الإنسانية، وليعزز هذا النهج في ثقافة الأمة، حماية لوحدتها، ووقايتها من التّفرق والتّمزق.
وتابع: كما أن انفتاح الإمام جاء لإفشال محاولات اقصاء مدرسة أهل البيت
، وعزل أتباعهم عن ساحة الأمة.
ومضى يقول: يمكن الحديث عن بعض معالم هذا النهج الذي اعتمده الإمام وفي طليعتها تبيين معالم مدرسة أهل البيت
عقديًا وفقهيًا وثقافيًا، ليتعرف عليها الآخرون بوضوح، بعيدًا عن التشويه الذي يستهدفها من المناوئين. وليكون أبناؤها على بصيرة من أمرهم، ومعرفة بمذهبهم وانتمائهم.
وتابع: لقد بذل الإمام جعفر الصادق جهدًا عظيمًا في بث علوم ومعارف مدرسة أهل البيت
، حتى نسب المذهب إليه، فيقال: المذهب الجعفري.
وبيّن أن من معالم هذا المنهج التأكيد على جامعية الإسلام لأبناء المذاهب والمدارس المختلفة في الأمة، وذلك في مقابل اتجاهات التكفير والتطرف، بسبب الاختلاف في جزئيات العقيدة، أو التشريع، أو الموقف السياسي.
وتابع: ومن معالم هذا النهج إنشاء الجامعة المفتوحة لأبناء الأمة، حيث فتح الإمام جعفر الصادق أبواب مجلسه، وحلقات دروسه، لكل الراغبين في العلم والمعرفة.
وتابع: لقد تحدثت المصادر التاريخية عن احتضان مدرسة الإمام الصادق لما يقارب 4000 طالب من مختلف الأقطار والتوجهات، استفادوا من نمير علمه في مختلف جوانب العلم والمعرفة.
وأشار إلى أن من معالم هذا النهج الواضحة الانفتاح والتواصل والحوار مع أئمة المذاهب الأخرى، والمعرفة بآراء المذاهب الأخرى، وعرضها لاتباعها، وتوجيه شيعته للاندماج في جمهور الأمة.
وذكر شواهد من أفكار الإمام الصادق وسيرته تدل على منهجه في العلاقة مع الآخر، وتعامله مع أئمة وأتباع المذاهب الأخرى.
ونقل ما ذكرته المصادر عن إمام المذهب المالكي مالك بن أنس قوله: كُنْتُ أَدْخُلُ إِلَى اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَيُقَدِّمُ لِي مِخَدَّةً وَيَعْرِفُ لِي قَدْراً وَيَقُولُ لِي يَا مَالِكُ إِنِّي أُحِبُّكَ، فَكُنْتُ أُسَرُّ بِذَلِكَ، وَأَحْمَدُ اَللَّهَ عَلَيْهِ.
كما نقل عن إمام المذهب الحنفي أبو حنيفة النعمان بن ثابت أنه سُئل مَنْ أَفْقَهُ مَنْ رَأَيْتَ؟ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْقَهُ مِنْ جَعْفَرٍ، ونُقل عنه أيضًا قوله: لولا السنتان لهلك النعمان، مشيرًا إلى السنتين اللتين كان يتردد فيها على مجلس الإمام الصادق .
وأبدى أسفه لوجود من يتبنى حالة الانكفاء والانغلاق داخل مدرسة أهل البيت ، وينالون ممن يسير على خط الانفتاح، ويشككون في نياته وأغراضه، ويتهمونه في صدق انتمائه.
وتابع: إنهم بلك يناقضون سيرة الإمام جعفر الصادق ، وسائر الأئمة
.
وأضاف: أن بعض هؤلاء يعانون من سوء فهم لمنهج الإمام ، وقد يعاني بعضهم من عقد نفسية تدفعه لنهج هذا السوك.
وانتقد سماحته بعض ردود الفعل السلبية تجاه بيان مكتب المرجع الأعلى السيد السيستاني في نعي البابا فرنسيس، مؤكدًا أن البيان رزين رصين جاء في محله ووقته.
وتابع: كما أن شخصية البابا الراحل تستحق كل احترام وتقدير لمواقفه الإنسانية النبيلة، ولانفتاحه الديني والاجتماعي.