الشيخ حسن الصفار.. روحٌ تحمل علمًا ومحبة
الشيخ حسن الصفّار ليس مجرد عالمٍ من علماء الخليج، بل هو روحٌ تحمل علمًا ومحبة، وهيبةً يكسوها تواضع العالم العامل. في زيارته السريعة إلى مجلس العلّامة الشيخ محمد صالح الربيعي، مساء الجمعة 30 جمادى الأولى 1447هـ الموافق 21 نوفمبر 2025م، بدا المشهد وكأن الوقت توقّف ليفسح المجال لحديثٍ يفيض دفئًا عن البحرين وتراثها ونبض أهلها. تحدّث عن هذا الوطن كأنه نشأ في أحيائه، يعرف دروبه ووجوه ناسه، ويبادله محبةً بمحبة.
وحين ذكّرته بالوالد الخطيب العدناني، عاد بذاكرته عشرين عامًا إلى الوراء، فاستحضر تفاصيل خطابه التأبيني بصفاءٍ يدهش القلب. ذاكرة الشيخ ليست مجرد محفوظات؛ إنها صندوقٌ من نور، يحمل آياتٍ وأحاديث، ورواياتٍ غابرة، وشخصياتٍ صنعت تاريخها، ويظل مع ذلك يحدّق في المستقبل بعقل متيقّظ وقلبٍ مؤمن.
ومنذ أن عاد إلى مسقط رأسه في السعودية، لم يفارق منبر الجمعة؛ يقف عليه أسبوعًا بعد آخر، كأن بينه وبين الكلمة عهدًا لا ينقطع. مسيرته العلمية في المملكة تحكي رحلة نضجٍ وتحول، من التيار الشيرازي إلى منهج السيستاني، ورصيدٌ يفوق مئةً وخمسين مؤلَّفًا في الفكر والدين والمجتمع يشهد على شغفه الذي لا يخبو.
وصوته… ذلك الصوت الذي عرفناه من إذاعة طهران في الثمانينيات، ما يزال يحتفظ بعمقه ورقّته، كأن الزمن يأبى أن يُثقله. ولا غرابة؛ فالرجل يحمل روحًا خفيفة، يقترب من الكبير احترامًا، ويجذب الصغير بلطفه. ابتسامته لا تفارقه، وسكينة قلبه تجعلك مطمئنًا في حضرته، وكلماته تنساب حتى لا يملّها السامع ولا يملّ هو من السامر.
فكيف إذا التقى علَمان كالعلامة الربيعي والشيخ الصفّار؟ لقاءٌ تُفتح فيه خزائن المعرفة، وتتشابك فيه الأسئلة والذكريات، وليلة كاملة لا تكفيه فضلًا عن ساعاته.
لقد ازدان مجلس البحرين بلقائك، يا شيخنا، فمرحبًا بك في وطنك الثاني… أهلًا وسهلًا بين محبّيك في ال
حلّ والترحال.











