الشيخ محمد الصفار: التدرج سبيل ناجح لاستدامة العبادة

دعا سماحة الشيخ محمد الصفار إلى التعامل مع العبادة بذكاء لا بقسوة، فالتعود على الأمور يحتاج إلى ذكاء يستوعب تمرد النفس.
وتابع: النفس تواقة للنوم والراحة واللهو، وجرها إلى الخير يحتاج إلى تدرج. مؤكدًا الحاجة إلى ذكاء وتدرج يغلِبُ تدرج الشيطان وينتصرُ عليه بتحبيب النفس إلى عبادة ربها والاقبال عليه.
جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة 28 صفر 1447هـ الموافق 22 أغسطس 2025م، في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: الليل في حياة رسول الله .
وأوضح سماحته أن صلاة الليل تحتوي على الانقطاع إلى الله، وفيها قراءة القرآن، والدعاء والاستغفار، وتَفتح للإنسان أفاقَ الدنيا وتُكرمُه في الاخرة.
وبمناسبة ذكرى وفاة رسول الله تحدث سماحته عن فترة الليل في حياته
مؤكدًا أنها فترة للاختلاء بالحبيب، فلا يتعرف الإنسان على الحبيب إلا حين يختلي به، حيث تنام العيون، وتُطبق الجفون، يقوم رسول الله تاركا لذةَ النوم، ليقضيَ بعضَ ليله مع حبيبه، بلا ضجيج، بلا انشغال، بلا دخيل يقطع تواصلَه معه.
وأبان أن فترة الليل فرصة للصلاة والدعاء والاستغفار والمحاسبة للذات، ووقت مليء بالصفاء لقراءة القرآن والتأمل في معانيه.
وتابع: كما أنه فرصة للتفكر والتأمل والنظر في الكون وفي النفس.
ودعا الشباب اليافعين لتجربة صلاة الليل مؤكدًا على أهمية قراءة الروايات التي تتحدث عن صلاة الليل، عن فضلها، عن عطائها، عن مدرستها، عن الآفاق التي تفتحها، عن رحمة الله التي تنزلها، عن الذنوب التي تسقطها، عن القرب الذي ستشعر به مع ربك، وعن الحب الذي يغمر قلبك لجميع من حولك.
وأشار إلى أهمية أن يتخذ الإنسان القرار بأن يصادق صلاة الليل منذ هذه الليلة، بل منذ هذه اللحظة، وسيرى أن الله يسهل له الأمور، لتكون عادة من عاداته الحسنة.
ولفت إلى أهمية المداومة على العبادة، فإن القليل مع المداومة خير من الكثير مع الانقطاع.