في تأبين المؤرخ النويدري

الشيخ الصفار: كان أنموذجًا صادقًا في انسجام سلوكه مع قيمه ومبادئه

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

أكّد سماحة الشيخ حسن الصفار أن المؤرخ الدكتور سالم النويدري، رحمه الله، مثّل أنموذجًا صادقًا يُحتذى به في الجمع بين الإيمان العميق والسلوك المتّزن، وفي التزامه بالقيم الدينية والأخلاقية التي انعكست على تعامله، كما على كتاباته ومشروعه الثقافي.تأبين المؤرخ النويدري

جاء ذلك في كلمةٍ مسجلة لسماحته في حفل تأبيني أُقيم في بجامع العلامة السيد هاشم التوبلاني ببلدة توبلي في مملكة البحرين، مساء الخميس ليلة الجمعة 3 ذو القعدة 1446هـ الموافق 1 مايو 2025، برعاية سماحة العلامة السيد عبد الله الغريفي، وبمشاركة عدد من العلماء والمثقفين.

وفي مستهل كلمته، عبّر الشيخ الصفار عن امتنانه لهذه المبادرة الطيبة التي تعكس وفاء المجتمع لعلمائه ومفكريه.

واعتبر إحياء ذكرى النويدري وفاءً لرجلٍ كان قامةً وطنيةً شامخة، وشخصيةً دينية وفكرية لامعة، يستحق أن تُخلّد سيرته لتكون منارةً للباحثين والعاملين في الحقلين الديني والاجتماعي.

وأشار سماحته إلى أن الساحة الدينية تزخر بالكفاءات المتعددة: من متفوّقين في الفقه، إلى بارعين في الخطابة، ومتميزين في الإدارة والعمل الاجتماعي والسياسي.

وتابع: إن ما يُكسب الشخص احترامًا عميقًا في القلوب، ويمنحه مكانة أصيلة، هو انسجام سلوكه مع قيمه ومبادئه.

وأضاف: هذا ما كان يجسده الفقيد النويدري في حياته، إذ كان دينه يُترجم عمليًا في سلوكه، لا مجرد شعارات يرددها.

واستحضر الشيخ الصفار ذكرياته مع الفقيد، التي تعود إلى أوائل الثمانينيات حين جمعتهما الإقامة قرب مقام السيدة زينب في ريف دمشق.

وتابع: كان رحمه الله نموذجًا للوقار، والاتزان، والهدوء، ولم يكن يخوض في النزاعات الفئوية أو الصراعات الاجتماعية التي كانت تهيمن على بعض الأوساط آنذاك، بل كان منكبًّا على اهتماماته الفكرية والعلمية، حريصًا على الحديث المتزن، والمشاركة الهادفة، بعيدًا عن الغلوّ والانفعال.أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين خلال 14 قرنًا

وفي معرض الحديث عن نتاجه الثقافي، خصّ سماحته بالذكر كتاب الفقيد: (أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين خلال 14 قرنًا)، مشيدًا برصانته وأمانته في التناول، وابتعاده عن التهويل والمبالغة التي تُصيب بعض كتب التراجم.

ولفت إلى أن النويدري لم ينحز مذهبيًا أو فكريًا، بل ترجم لشخصيات من مختلف المذاهب الإسلامية، بما يعكس إيمانه بالوحدة الإسلامية ورغبته في إبراز التنوع في إطار الاحترام والإنصاف.

ونوّه الشيخ الصفار إلى أن ما يُميز كتابات النويدري ليس فقط الاهتمام بالكفاءة العلمية، وإنما إبراز البعد القيمي للشخصيات التي كتب عنها، من صدقٍ، وتقوى، وورع، وخلق، كأنه كان يقول إن هذه هي مواطن الاقتداء الحقيقية، لا مجرد المهارات أو الألقاب.

وختم سماحته بالدعاء للفقيد، أن يتغمّده الله برحمته، وأن يُلهم أهله ومحبيه ومجتمعه الصبر، داعيًا إلى مواصلة السير على نهجه الوسطي المعتدل، القائم على الالتزام بالقيم، وخدمة المجتمع بروح الوعي والانفتاح.

وكان برنامج حفل التأبين كالتالي: القرآن الكريم القارئ محمود الاسكافي، كلمة سماحة العلامة السيد عبدالله الغريفي، الشاعر السيد حسين الحليبي، كلمة سماحة الشيخ حسن الصفار، الشاعر الدكتور حسين يحيى، كلمة الدكتور محمد السلمان، كلمة الدكتور حسين سلمان السندي، نعي الشيخ زهير البلادي، كلمة الختام للعائلة.

تأبين المؤرخ النويدريتأبين المؤرخ النويدريتأبين المؤرخ النويدريتأبين المؤرخ النويدريتأبين المؤرخ النويدريتأبين المؤرخ النويدريتأبين المؤرخ النويدريتأبين المؤرخ النويدريتأبين المؤرخ النويدريتأبين المؤرخ النويدريتأبين المؤرخ النويدري