الشيخ الصفار يدعو المتحدثين عن القيم إلى الالتزام بها

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

 

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار المتحدثين عن القيم إلى التزام هذه القيم والعمل بها.

وقال: إن النصوص الدينية تحذر الإنسان من الوقوع مأزق الازدواجية، الذي يُحدث في أعماقه تناقضًا واضطرابًا، ويسبب له الفضيحة والعار أمام من يكتشفون ازدواجيته، مؤكدًا أن الأسوأ والأشد من كل ذلك خسارته ونكبته يوم القيامة.

جاء ذلك في خطبة الجمعة 12 ربيع الثاني 1445هـ الموافق 27 أكتوبر 2023م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: القيم بين الحديث عنها والالتزام بها.

وأوضح سماحته أن القيم الإنسانية النبيلة، كالعدل والأمانة والصدق والإحسان وأمثالها، تعشقها كل النفوس، وتهواها كل القلوب، لأنها من الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وتتوافق مع ضمير الإنسان ووجدانه، ويؤيدها عقله السليم.

وتابع: فلا أحد من الناس الأسوياء، يجد في أعماق نفسه نفورًا من هذه القيم، ولا يتردد عقله في الإقرار بحسنها وقبح مخالفتها، كما يتمنى كل إنسان أن يعامله الآخرون وفق هذه القيم، وأن يصفوه بها.

وأضاف: وكثيرًا ما يبدي الإنسان تقديره وإعجابه بمن يتحلى بتلك الصفات الحسنة، وإن كان مخالفًا أو معاديًا له، مستشهدًا بإشادة النبي بحاتم الطائي لأنه كان يحب مكارم الأخلاق.

وأبان أن التحدي الأكبر الذي يواجهه الانسان هو الالتزام بهذه القيم والعمل بها، فإن أهواءه وشهواته وأنانيته، والحرص على المصالح الآنية، كل ذلك يدفعه إلى مخالفة هذه القيم، ثم قد يبرر لنفسه هذه المخالفة.

وتابع: إن تبرير مخالفة القيم هو الأمر الأسوأ، يقول تعالى: ﴿أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا.

واستنكر على من يمارس الازدواجية والخداع، فيتحدث للآخرين عن الفضائل والقيم والصفات الحسنة، ويحثهم عليها، ويشيد بالشخصيات الفاضلة، لكنه يخالفها ولا يلتزم بها.

وقال: إن الوعي العميق بالقيم، والتسلّح بالإرادة، واستذكار الآخرة، هو ما يعين الإنسان على الالتزام بالقيم، والتعافي من الازدواجية والتناقض.

وأشار إلى أن كثيرًا من الآباء يودون لأبنائهم الصلاح والنجاح، ويوجهون لهم النصائح، لكن السؤال عن مدى التزام الآباء أنفسهم بما ينصحون به أبنائهم.

وحذّر الوعاظ والدعاة بأن النصوص الدينية تحمل لهم رسالة شديدة، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ.

وفي موضوع متصل استنكر سماحته ما تمارسه الدول الغربية المستكبرة من ازدواجية في المعايير حيث تتحدث عن الحريات وحقوق الانسان في مكان، وتغض الطرف عنها في مكان آخر، وتتخذ مواقف مضادة. كما هو الحال في فلسطين والفظائع والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني المظلوم بدعمها ومساندتها.

ودعا الله أن يمد الشعب الفلسطيني بالعون والدعم والنصر.