الشيخ محمد الصفار حديث نفسك يوجهك نحو الصواب

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

حث سماحة الشيخ محمد الصفار بالاستماع لحديث النفس الصادق والناصح فإنه يوجه الإنسان نحو الصواب.

حديث النفس هو نعمة من الله سبحانه وتعالى على الإنسان، وفيه ما يدعو للاستماع.

جاء ذلك في خطبة الجمعة 28 ربيع الأول 1445هـ الموافق 13 أكتوبر 2023م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: استمع إلى صوتك الداخلي.

وأوضح سماحته أن الإنسان لا ينفك من الصخب الخارجي، ويحتاج إلى أن يسمع لحديث نفسه ويتأمل فيه جيدًا.

وعن سبب دعوته للاستماع لحديث النفس قال سماحته: حديث النفس لا يعرف إلا الصدق، وسبب صدقه ودقته أنه عالم بصاحبه، مخالط له في تفكيره ومشاعره ومعرفة دواخله.

وتابع: إذا كان الإنسان يتجنب الاستماع إلى النصيحة خوفا من الخداع والكذب، فإنه أمام حديثِ نفسه أمام الصدقِ كله.

مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ.

وأبان أن حديث النفس لا مصلحة لأحد فيه سوى الإنسان نفسه، فنفسه لا تعرف سواه، ولم تسكن لحظة من اللحظات في جسد غيره، ولا تخاطب أحدا غيره.

وتابع: أيها الإنسان استفد من نجوى نفسك، وأكثر من سماعها.

وأشار إلى أن حديث النفس لا يتأثر بالأجواء الخارجية، "فالعادة أن الإنسان يتهم الناصحين له بأنهم متأثرون بكلام الآخرين وذم الآخرين، أو أنهم سمعوا من جهة واحدة فقط وحكموا".

وتابع: حديث نفسك حديث الصراحة الخالصة، لا يحمل ذمًا ولا مدحًا مزورًا، وإذا فشلت في شيء فإن نفسك لن تجاملك، بل ستنقذك من التبريرات التي اعتدت عليها.

وأضاف: ستقول لك نفسك بكل صراحة ليست الظروف هي من أفشلتك، ولا أعداؤك هم من أفشلوك، بل ستوجهك إلى نقاط الضعف التي عندك.

ومضى يقول: حديث النفس موجه نحو الصواب.

وتابع: واقعي وواقعك الكلي والإجمالي يتكون أساسا من آلاف القرارات الصغيرة التي نتخذها في حياتنا يوميا، ولا أحد أقرب معرفةٍ بهذه القرارات وحقيقتها سوى نفسِك.

وأضاف: نفسك تعرف إن كان قرارُها نابعا من حب الراحة والكسل والخلود إلى الأماني أم لا؟ وهي تعلم إن كان قرارُك منسجما مع فطرتك أم لا؟

وحث على الاستماع للنفس والاستفادة منها، فإنها تعلم أن فعلك لهذا المعروف كان رياء أم كان خالصا لوجه الله سبحانه وتعالى، فهي الناصح الأمين والصادق في توجيهه ونقده.