الشيخ الصفار يؤكد على أولوية الوحدة في المجتمعات والأوطان

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار أن تكون الوحدة على رأس الأولويات في المجتمعات والأوطان.

مؤكدًا أن قضية الوحدة في الاجتماع الإسلامي، وفي الفكر الديني، ليست قضية جانبية كمالية، بل هي مبدأ أساس، لا يصح تجاهله ولا التساهل فيه.

جاء ذلك في خطبة الجمعة 7 ربيع الأول 1445هـ الموافق 22 سبتمبر 2023م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: أولوية الوحدة في الاجتماع الإسلامي.

وأوضح سماحته أن مبدأ الوحدة يأتي في الطليعة والصدارة من قيم ومبادئ الاجتماع الإسلامي، حسب الرؤية الدينية.

وتابع: ففي قوله تعالى ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا أمر إلهي صريح بالوحدة، ونهي صريح عن التفرّق والتشتت ﴿وَلَا تَفَرَّقُوا.

وأضاف: أن الآية تصف الوحدة بأنها النعمة الأبرز والمنجز الأهم الذي حققته الرسالة الإسلامية في الأمة، ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا.

وأبان الشيخ الصفار أن آيات كثيرة في القران تدعوا إلى الوحدة في مظاهرها المختلفة، وتزجر عن التفرق والتمزق.

وأشار إلى أن الأحاديث الواردة عن النبي وعن الأئمة فيها حشد هائل من النصوص التي تؤكد على أهمية الوحدة وضرورتها، وتحذر من التفرق والتشتت بمختلف مظاهره وأعراضه.

واستشهد بما ورد عن رسول الله : «لا تَخْتَلفوا، فإنَّ مَن كانَ قَبْلَكُمُ اخْتَلَفوا فَهلَكوا».

وبيّن أن الإمام علي عبّر عن الوحدة والالفة ووصفها بأنها «نِعْمَة لاَ يَعْرِفُ أَحَدٌ مِنَ الْـمَخْلُوقِينَ لَهَا قِيمَةً، لاِنَّهَا أَرْجَحُ مِنْ كُلِّ ثَمَن، وَأَجَلُّ مِنْ كُلِّ خَطَر».

وتابع: فالوحدة هي التي تؤسس للأمن والاستقرار، وتتيح الفرصة للبناء والتقدم، بينما يكون التفرّق والتنازع سببًا للفتن والاضطرابات، التي تعطل مسيرة التنمية، وتقضي على المكاسب والإنجازات، كما رأينا في بلدان أخرى.

وأضاف: لم يكن حديث (علي) عن الوحدة والإلفة مجرد شعار أو كلام تعبوي، بل إنه صدّقه بسلوكه ونهجه.

وأوضح أن المعتقد الإمامي، يرى أن علياً كان منصوباً من قبل النبي بأمر من الله تعالى، لقيادة الأمة بعد رسول الله ، لكنه أغضى عن هذا الأمر وهذا الحق مع أهميته، حماية لوحدة الأمة ومنعاً لاحترابها واختلافها، مما يدل على أن الوحدة في نظره، أهم من سعيه لنيل الخلافة وقيادة الأمة.

وعن معنى الوحدة قال سماحته: الوحدة لا تعني عدم الاختلاف ولا الغاء حالة التنوع، فالاختلاف والتنوع ظاهرة طبيعية قائمة في كل مجتمع بشري، هناك انتماءات مختلفة في الأعراق واللغات والقوميات، والآراء والمذاهب والمصالح، ولا يمكن تجاهل شيء من ذلك.

وتابع: الوحدة تعني اعلاء شأن المشترك الديني والمعيشي، والالتفاف حوله، واحترام الخصوصيات، وتنظيم إدارة الاختلاف في الآراء والمصالح.

وأشار إلى أن المسلمين يواجهون في هذا العصر تحديات مشتركة، ومن مصلحتهم أن يتحدوا ويتعاونوا ليكونوا أقدر على خدمة مصالحهم ومواجهة التحديات التي تنتصب أمامهم.

وتابع: لكن هناك من لا يزال يعتاش على إثارة الخلافات المذهبية، وإشغال جماهير الأمة بها، وإتاحة الفرصة لمن يستغل ذلك، في تمزيق الأمة بالخلافات والصراعات.

وأضاف: وعلى الصعيد الوطني فإن أوطان المسلمين فيها تنوع عرقي وقومي ومذهبي، لا ينبغي ان يخلّ بالوحدة الوطنية.

وكشف عن تألمه لما تعاني منه عدد من أوطاننا الإسلامية من الفتن والتمزق والاحتراب، بسبب هذا التنوع.

وعن اليوم الوطني الذي يوافق يوم السبت قال سماحته: يجب أن نحمد الله تعالى على ما نعيشه من أمن واستقرار.

ودعا جميع المواطنين للعمل على تعزيز الوحدة الوطنية وحمايتها، بتجسيد المواطنة الكاملة، والالتفاف حول الدولة، وترسيخ حب الوطن، وبث ثقافة الوعي الوطني الوحدوي، الذي يحترم الخصوصيات، ويؤكد على المشترك الديني والوطني.