الشيخ الصفار يدعو للمبادرة إلى إنجاز المهام والتخلص من السلوك الخطأ

 

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار للمبادرة لترك الصفات السيئة والعمل الخطأ، دون مماطلة أو تأجيل، وهو ما تطلق عليه النصوص الدينية وجوب المبادرة إلى التوبة.

وتابع: تؤكد التعاليم الدينية على سرعة المبادرة لإنجاز المهام المطلوبة والقيام بعمل الخير حين تنقدح فكرته في نفس الإنسان قبل أن تتلاشى أو تنحسر تلك النيّة.

جاء ذلك في خطبة الجمعة 23 صفر 1445هـ الموافق 8 سبتمبر 2023م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: التسويف وإضاعة الفرص.

وأوضح سماحته أن النصوص الدينية تنبهنا إلى ضرورة الاستفادة من الفرص المتاحة واغتنامها لتحقيق الإنجازات، قبل أن تضيع تلك الفرص.

وتابع: وتشتد أهمية ذلك في الواجبات الدينية وأداء حقوق الآخرين.

وأشار إلى أن من أهم سمات الناجحين في حياتهم، والمستثمرين لأوقاتهم، المبادرة إلى إنجاز المهام، والأعمال التي يريدون القيام بها، بينما يلاحق الفشل حياة المسوّفين والمماطلين في أداء واجباتهم وأعمالهم.

وذكر أن التفسير العلمي للتسويف هو: فشل تنظيمي ذاتي حيث يقوم الإنسان طواعية وبشكل غير عقلاني بتأخير المهام الأساسية.

وتابع: يشير الباحثون الاداريون إلى أن التسويف من أهم أسباب هدر الوقت واضاعة الفرص والوقوع في الفشل.

 

وقال: حين يؤجل الإنسان أي عمل فإنه قد لا يؤديه فيما بعد، فقد يتلاشى عزمه ويضعف حماسه لأدائه. وقد يفقد القدرة على القيام به بعد أن كان قادرًا، وقد تقل قيمة العمل ومردوده حين يتأخر أداؤه.

وتابع: لذلك تحذّر التعاليم الدينية من الوقوع في فخ المماطلة والتسويف.

وأضاف: قد يمارس الانسان التسويف في بعض الأعمال بسبب القلق والخوف من الفشل وانتقاد الغير.

وبيّن أن من أسباب التسويف الطموح إلى المثالية، وحسب رأي المختصين فإن المماطلين هم عمومًا من المثاليين الذين يطمحون إلى تحقيق الأفضل ويخافون من الانتقاد.

ونقل عن الكاتب الصيني "تاي تنج" قوله: "لو كنت لأنتظر الكمال، لما فرغت من كتابي إلى الأبد".

وقال: النصوص الدينية تشير إلى أن التسويف في عمل الخير يتيح الفرصة للشيطان لصرف الإنسان عن القيام به.

وحذر من أن يصبح التسويف عادة تصاحب الإنسان في سلوكه في مختلف المجالات.

وتابع: هناك أنشطة تكرس التسويف كالانهماك في أنشطة ليست ذات أولوية.

ومثل لذلك بترتيب الملابس أو تنظيف المنزل، أو مطالعة التلفاز أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أو الاستمرار في الجلسات والأحاديث الجانبية.

وقال: كثير من الناس يسوفون في أداء مهامهم وينشغلون بالأنشطة الصغيرة التي توفر متعة آنية.

وأبان أن الباحثين التربويين يركزون على ضرورة إزالة مصادر الإلهاء، والابتعاد والتخلص من الأشياء التي تشتت الانتباه. ومقاومة الإحساس بالرغبة في القيام بأي شيء عدا المهمة المطلوبة.