الشيخ محمد الصفار: لا لسيادة ثقافة التفاهة

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

حذّر سماحة الشيخ محمد الصفار من منظومة ثقافية تجتاح العالم اليوم تعتمد على نظام التفاهة في كل تفاصيل الحياة.

وقال: هناك حضور للثقافة التي تشغل الناس بالماديات والإغراء الجنسي والمجون عن بناء آخرتهم.

جاء ذلك في خطبة الجمعة 9 صفر 1445هـ الموافق 25 أغسطس 2023م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: الحياة الهادفة والحياة التافهة.

وأوضح سماحته أن الإنسان مطالب بأعمال تجعل بناء الآخرة قوي رابح ومفيد، يوجب السعادة والفوز والرضا يوم القيامة.

مستشهدًا بما ورد عن الإمام الحسن : «يَا اِبْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَمْ تَزَلْ فِي هَدْمِ عُمُرِكَ مُنْذُ سَقَطْتَ مِنْ بَطْنِ أُمِّكَ، فَخُذْ مِمَّا فِي يَدَيْكَ لِمَا بَيْنَ يَدَيْكَ، فَإِنَّ اَلْمُؤْمِنَ يَتَزَوَّدُ، وَاَلْكَافِرَ يَتَمَتَّعُ».

وأبان أن الإنسان مطالب بأن يجعل الدنيا دار استعداد للآخرة، وأن تكون كل أحواله وأعماله من أجل بناء تلك الدار.

وحذّر من البناء الهش والخاسر الذي يوجب الحسرة والندم يوم القيامة.

ودعا للتأمل في تعاملنا مع حياتنا بوعي، وأن نعرضها على آيات القرآن الكريم وروايات المعصومين .

وقال إن من متع الحياة التي تجعل الإنسان خاسرًا يوم القيامة اعتماد نظام التفاهة، الذي يشمل "الركضَ وراء يوميات الناس أين ذهبوا وأين أكلوا وماذا أكلوا وكيف أكلوا، وماذا لبسوا وكيف ناموا وكيف استيقظوا".

وتابع: ويشمل متابعة المشاهير، الذين يعيش بعضهم وهم الأغلب حياة التفاهة والتفسخ والتعري والاستهتار بالقيم والأخلاقيات إلا ما رحم ربك.

وأضاف: ويشمل نظام التفاهة البحثَ عن الاثارات الجنسية والجسدية، وتهيج الغرائز بالأفلام والمسلسلات والقصص الغرامية الخادعة، وتعويد الناس على هضم واستساغة جرائم القتل والخيانة والابتزاز.

وأشار إلى أن البعض يعتمد في تضييع آخرته نظام السعة والأمل، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ.

وقال: نظام السعة والأمل يقوم على هدر الحياة في مواقع التواصل الاجتماعي التي لا خير في أغلبها، والمجالس والديوانيات الخالية من الفائدة.

وبين أن من الناس من ينشغل بالدنيا عن الآخرة وينشغل بالمادة والجسد من بناء للعضلات، وعناية بالشعر والبشرة والأظفار، والشراء السخي لأدوات التجميل عن تدبر أمور آخرته.

واستدرك: امتلاك وسائل الحياة من أجهزة وسيارات وغيرها، كله حسن، فليس خطأ أن يقوي الإنسان بدنه ويشيد بيته ويمتلك بالحلال ما يسّر الله له، لكن الخطأ أن يكون ذلك على حساب الروح والعقل.

وتساءل: أين آخرتك وعقلك وروحك في خارطة حياتك وميزانيتك ووقتك؟

وختم بالدعوة للتأمل في يوم المعاد حتى نغير أنماط حياتنا لما هو أفضل لنا في الدنيا والآخرة، والفوز بالجنة التي عرضها السماوات والأرض.