الشيخ الصفار يدعو لاستقبال اليوم الجديد بروح متجددة واثقة

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار: إن على الإنسان أن يستقبل يومه الجديد بروح متجددة، تنبعث من الثقة بالله، والأمل والرجاء في رحمته وفضله.

وتابع: وبذلك لا يسيطر القلق والهاجس على نفسه، ولا يعيش حالة التشاؤم والإحباط، ولا يتوقف عن التطلع للتقدم والطموح للأفضل.

جاء ذلك في خطبة الجمعة 24 محرم 1445هـ الموافق 11 أغسطس 2023م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: اليوم الجديد والروح المتجددة.

وأوضح سماحته أن كل يوم جديد هو صفحة جديدة بيضاء في كتاب حياة الإنسان، ويمثل فرصة متجدّدة لتجاوز الثغرات، وتحصيل المكاسب.

وتابع: وقد شاءت حكمة الله تعالى أن يكون الليل مساحة زمنية فاصلة، يركن فيها الإنسان إلى السكون والراحة، بعد مسيرة كدحه اليومي، ليستقبل اليوم التالي بحيوية ونشاط متجدد.

وقال: إن على الإنسان أن يتأمل في حركة الحياة وظواهر الطبيعة من حوله، ليستحضر قدرة الله تعالى، ويلتفت إلى أن الكون الذي يعيش فيه يخضع لنظام دقيق بديع.

ولفت إلى أن ذلك يدعو الإنسان لضبط مسار حركته في إطار النظام الكوني.

وذكر أن القرآن الكريم يتحدث عن مجيء الصبح وبداية النهار الجديد، بعبارات توحي بالبهجة والحيوية، ففي قوله تعالى: ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ، أي كشف عن وجهه المشرق الذي يتلألأ بكل حبات الضوء التي تتساقط من الأفق.

وتابع: وفي قوله تعالى ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ تعبير بالغ الحيوية والإيحاء فـالصبح حي يتنفس. أنفاسه النور والحياة والحركة التي تدب في كل حي.

وخلص إلى أن ملاحظة حالة التغيير والتحول في ظواهر الطبيعة، تبعث في نفس الإنسان التطلع للتغيير نحو الأفضل في شخصيته ومسار حياته.

أهمية صلاة الفجر

وأشار إلى أن لتوقيت صلاة الفجر أهمية خاصة، كعبادة يفتتح بها الإنسان كل يوم جديد يطلّ عليه.

وبيّن أن على الإنسان أن يكون يقظًا لتأدية صلاة الفجر، ضمن ساعة التحوّل والانتقال من ظلام الليل وسكونه، إلى ضياء النهار وحركته، ليعيش أجواء هذا التحوّل والتغيير.

وأوضح أن الالتزام بأداء صلاة الفجر، خاصة في أول وقتها، هو نوع من التربية على التحكم في الوقت وحسن إدارته، حيث يقرّر الإنسان الاستيقاظ ومغادرة فراش نومه في الوقت المحدّد شرعاً، ولا يستسلم لداعي الكسل، والرغبة في الراحة، والتسويف في أداء الواجب.

ومضى يقول: ما أروع أن يبدأ الإنسان يومه الجديد بالمثول في محراب العبادة بين يدي الله تعالى، ليؤكد في أعماق فكره وقلبه الإيمان بالله الخالق القدير، وليجدّد العهد على نفسه بالالتزام بدين الله، وليتلو بلسانه أهم آيات الذكر الحكيم، وهي سورة الحمد فاتحة القرآن الكريم، والمدخل إلى عالمه الرحيب.

وتابع: هذه السورة التي تستعرض مضامين القرآن ومقاصده، بلغة مكثّفة مركّزة، لا تغني عنها أي سورة أخرى من سور القرآن الكريم، فلا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب، كما ورد عن النبي ، ويقرأ بعدها أي سورة أخرى.

وأضاف: في صلاة الفجر يستحضر الإنسان عظيم صفات الله تعالى، من خلال تلاوته للقرآن، وسائر أذكار الصلاة، فهو الله أكبر من كل شيء، وهو الرحمن الرحيم، ربّ العالمين، مالك يوم الدين، وحده لا شريك له، العظيم الأعلى.

وأبان أن الانفتاح على الله سبحانه وتعالى يلهم الإنسان روح الثقة والاطمئنان، ويملأ نفسه بالأمل والرجاء، فيستقبل يومه الجديد بمعنويات رفيعة، وقلب مطمئن، وتفاؤل متجدد.

وتابع: وإلى جانب الصلاة فإن تلاوة شيء من القرآن، وقراءة الأدعية المأثورة في الصباح، عنصر ملهم لتجديد روح الإنسان في يومه الجديد.