عبدالعزيز قاسم: الشيخ حسن الصفار طرح مشروعاً للتقارب

مكتب الشيخ حسن الصفار
أشاد الصحفي الأستاذ عبدالعزيز قاسم بمشروع التقارب المذهبي الوطني الذي يدعو له سماحة الشيخ حسن الصفار في حوار له مع صحيفة (آفاق عربية) التي تصدر من مصر، بتاريخ 9 صفر 1427هـ الموافق 9 مارس 2006م العدد رقم 750.

أجرى الحوار الصحفي رجب الباسل، وفيما يلي الفقرات المرتبطة بالموضوع:

· هل الحوار الوطني السعودي بمشاركة الشيعة جاء في الوقت المناسب أم تأخر؟

.. فكرة الحوار الوطني فكرة رائدة وجاءت في وقتها المناسب، وأثبتت نجاحات عدة علي صُعد مختلفة، صحيح أنه في النهاية مجرد حوار وتقديم توصيات عامة دون إلزام رسمي بتطبيقها، إلا أنه مجرد التحاور والجلوس بين أطياف الوطن المذهبية والفكرية نهج جديد لم نألفه، وهو مما يقوي ويعزز اللحمة الوطنية التي بدأ الكاوبوي الأمريكي يحشر أنفه فيها كابتزاز سياسي مكشوف.

· . وهل تعتقد أنه جاء بناء علي قناعات داخلية أم نتيجة ضغوط خارجية أمريكا- أو خوفا من تطورات إقليمية -سيطرة الشيعة علي الحكم في العراق؟

.. لا.. هو بدأ قبل الدخول الأمريكي للعراق، وانقلاب الخارطة السياسية والمذهبية في المنطقة، الحوار الوطني جاء من وجهة نظري عن قناعات داخلية» لأن الغرب أراد اللعب بورقة الطائفة والإقليمية في السعودية كنوع من الابتزاز السياسي الرخيص فقطع الرسمي السعودي الطريق عليه، وهو حق لكل التيارات الوطنية والمذاهب، وكما أسلفت حققت نجاحات عدة، وكانت هذه الملتقيات تنفيسا من المواطنين بكل همومهم ومشاكلهم ورؤاهم فأزال السياسي كثيرا من الاحتقانات عبر هذه الحوارات الوطنية.

· . هل يمثل وصول الشيعة للحكم في العراق خطرا في ظل حكم الشيعة لإيران أيضا؟

.. لا شك، وخطر كبير أيضا» لأن من السهولة بمكان اللعب علي الوتر الطائفي والأيديولوجي لشباب غضّ بما فعل بن لادن والظواهري، وقد قلت في لقاء أخير في الأحساء بمنتدى لإخوتنا من طائفة الشيعة بأن علي عقلائكم التحرك من الآن قبل أن ينجرف للمد الطائفي وتندمون ويندم المجتمع اعزلوا شبابكم عن دعوات الطائفية المتشنجة.

· . لماذا تؤيدون الحوار مع الشيعة ومنح بعض المزايا لهم في ظل التضييق المعلن على السنة في إيران؟

.. أولا: هؤلاء الشيعة مواطنون ولهم ذات الحقوق التي يتمتع بها أي مواطن سني، فأنا لا أدعو إلي منح مزايا بقدر ما أدعو إلي أن يتمتعوا بحقوقهم المدنية، ولا يختلف في ذلك أحد حتى هيئة كبار العلماء بالسعودية، أما مسألة مقارنتهم بأهل السنة في إيران، ونحن بالمناسبة لطالما عقدنا هذه المقارنة، فرموز الشيعة يقولون: نحن مواطنون سعوديون ولا دخل لنا بما يجري في إيران، ولا نتحمل وزر غيرنا.. وهذا منطق مقبول من وجهة نظري.

· . هل يمكن دمج شيعة السعودية في البناء الاجتماعي والثقافي السعودي في ظل نظرة البعض إليهم أنهم من الروافض؟

.. في تصوري.. إن مسألة إدماجهم خيار استراتيجي» فهم مواطنون وعددهم يكاد يصل المليون، ولا يمكن بحال من الأحوال إغفالهم، وهم بدءوا يأخذون مواقعهم شيئا فشيئا.. أما مسألة الروافض وغيرها، فهذا تراث تاريخي متراكم وموجود وسيظل موجودا إلي أن يتحرك عقلاء الطائفتين لوضع مبادئ عامة يكون فيها احترام من قبل الطائفتين لبعضهما، وقد بدأ الشيخ حسن الصفار وطرح مشروعا للتقارب، وأثّم فيه سب الشيخين رضي الله عنهما، وأبدي كثيرا من المرونة الفقهية.. الإشكالية تأتي أن الكثيرين من الطرف السني يعتبرون هذا تقية وهو من صميم مذهب الشيعة.