الشيخ الصفار يدعو لتعزيز صفة العطاء وتنمية مشاعر الخير

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار للسعي لتعزيز صفة العطاء في شخصية الإنسان، وتنمية مشاعر الخير في نفسه، وممارسة العطاء في سلوكه.

وتابع: وأن يحصّن الإنسان نفسه من نزعات البخل والحرص.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 11 جمادى الأخرة 1443هـ الموافق 14 يناير 2022م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية، وكانت بعنوان: الإنسان المعطاء والإنسان البخيل.

وأبان سماحته أن الله تعالى منح بني البشر إرادة واختيارًا لذلك تتنوع شخصياتهم، وتختلف مسالكهم وتوجهاتهم.

مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ، مبينًا أن ذلك يعني "أن اتجاهات سعي الناس مختلفة، لاختلاف أنماط شخصياتهم".

وأشار إلى أن القرآن الكريم ركّز على أهم تجلّ لاختلاف نمط الشخصية بين بني البشر، فصنف شخصيات البشر إلى "نموذج الإنسان المعطاء ونموذج الإنسان البخيل".

ومضى يقول: إن الله تعالى يفيض على الإنسان في هذه الحياة من نعمه وفضله، ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ، مؤكدًا أن "العلم والمال والجاه والقدرة كلها نعم من الله تعالى، أنعم بها على الإنسان، وامتحنه في إدارتها، وطريقة التصرف فيها".

وتابع: وهنا يتمايز النموذجان والنمطان للشخصية الإنسانية.

وأفاد أن الإنسان المعطاء هو الذي يستمتع بنعم الله، ويستفيد منها في تسيير شؤونه، وتلبية متطلبات حياته، ويجود بقسم منها على الآخرين من حوله، ومن أبناء مجتمعه، ونوعه الإنساني.

وأضاف: الشخص المعطاء يتصف بحسّ المسؤولية، والإيمان الصادق بالقيم والمبادئ.

 

وأوضح أن البخيل هو من يحتكر نعم الله الوافرة لذاته، مع زيادتها عن حاجته، فلا يكاد ينال أحد من خيره شيئًا.

وبيّن أن البخيل "مهموم بتكديس الثروة، حريص على جمع المال".

مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَىٰ موضحًا أن ذلك يعني طلب الغنى، أو الاكتفاء بالغنى المادي عن أي اهتمام معنوي.

وميّز سماحته صفات المعطاء عن صفات البخيل، فـ "المعطاء يعيش الإحساس بالمسؤولية، والصدق في إيمانه بالمبادئ والقيم، بينما يسيطر على البخيل حرصه، وينعدم الإيمان الحقيقي في نفسه".

وتابع: أما تمايز مسار حياة شخصيتي المعطاء والبخيل، فهو ما تؤكده الآيات الكريمة، بأن حياة المعطاء تتجه لمسار اليسر، بينما تتجه حياة البخيل لمسار العسر.

وأضاف: إن اليسر والعسر يتمثلان في الحالة النفسية، وفي التفاعل الاجتماعي، وفي المستقبل الأخروي.

وذكر أن المعطاء يعيش راحة نفسية، لأن نفسه عامرة منتعشة بالمشاعر الإيجابية، واللذة المعنوية.

وتابع: في مقابل ذلك توتر نفس البخيل بسبب شدة حرصه، وانعدام المشاعر الإيجابية في نفسه.

ولفت إلى أن "المعطاء ينال محبة الناس، ويكسب ودّهم، ويحظى باحترامهم، بينما يكره الناس البخيل، ويمقتونه، حتى القريبين منه".

 

للمشاهدة:

https://www.youtube.com/watch?v=ftgLYN1Hzfo

للاستماع:

https://www.saffar.me/?act=av&action=view&id=1519