انتشار العدل في حكومة الإمام المهدي (عج)

الشيخ حسن الصفار * مكتب الشيخ حسن الصفار - موقع الحجة بن الحسن المهدي

توقعت نصوص دينية كثيرة هذه الحالات من انتشار الظلم والجور، وتحوّله إلى ظاهرة عالمية، لكن هذه النصوص لا تذكر ذلك في سياق تكريس حالة الإحباط واليأس، بل إنها تؤكد على التطلع للخلاص والإنقاذ، وتحيي في النفوس روح الأمل والثقة بالمستقبل الأفضل.

إنها تبشّر بحركة عالمية واسعة، تقاوم الظلم والجور، وتؤسس لحضارة إنسانية قائمة على العدل والقسط.

وذلك على يد إمام مصلح منقذ من عترة الرسول محمد - هو الإمام المهدي تم بحمد الله.

وخروج الإمام المهدي لمقاومة الجور وتحقيق العدل في العالم، قضية تناولتها نصوص وأحاديث كثيرة في مختلف المصادر الإسلامية، وهي موضع اتفاق بين السنة والشيعة، والخلاف إنما هو في بعض تفاصيلها.

ومن المصادر الحديثية التي اهتمت بموضوع الإمام المهدي تم بحمد الله ((سنن أبى داود)) حيث أفرد له فصلاً بعنوان ((كتاب المهدي)) ذكر فيه أحد عشر حديثاً، بدأها بثلاثة أحاديث، عن عدد الخلفاء بعد رسول الله -، وأنهم اثنا عشر خليفة، كحديث عامر عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله - يقول: ((لا يزال هذا الدين عزيزاً إلى اثني عشر خليفة)) قال فكبّر الناس وضجوا، ثم قال كلمة خفيفة، قلت لأبي: يا أبت ما قال؟ قال: كلهم من قريش. (1)

ثم يورد حديث أبي الطفيل عن علي رضي الله تعالى عنه، عن النبي - قال: ((لو لم يبق من الدهر إلاّ يوم، بعث الله رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً)) (2).

وحديث سعيد بن المسيِّب، عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله - يقول: ((المهدي من عترتي من ولد فاطمة)) (3).

ولعلنا نستوحي من الأحاديث التي بدأ بها أبو داود كتاب المهدي، والتي تتحدث عن الخلفاء الاثني عشر، أن الإمام المهدي هو امتداد لتلك السلسلة وتمامها وختامها.

وسنن أبى داود من مصادر الحديث المعتمدة عند أهل السنة، وهو ثالث الكتب الستة المشهورة، بعد صحيحي البخاري ومسلم.

وأبو داود هو سليمان بن الأشعث السجستاني ((202 - 275هـ))

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) السجستاني: سليمان بن الاشعث/سنن ابي داود- حديث رقم 4281

(2) المصدر السابق - حديث رقم 4283

(3) المصدر السابق - حديث رقم 4284

 

 

 

نشر في موقع الحجة بن الحسن المهدي
موقع ديني مختص في مسائل الإمام المهدي (عج) تابع لشعبة البحوث والدراسات - ق. الشؤون الدينية - الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة