التاريخ للعبرة أو للفتنة

 
﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ[سورة يوسف، الآية:111].
 
تعتز كلّ أمة من الأمم بتاريخها، وتوليه اهتمامًا كبيرًا، باعتباره المكون الأبرز لهوية الأمة، الذي يمنحها طابعها المميز والخاص بها. غير أنّ هناك تفاوتا بيّنًا بين اهتمام أيّ أمة وأخرى بتاريخها، لجهة طريقة تعاملها مع أحداثه ورجالاته.
 

التغنّي بالأمجاد

 
فهناك أمم تتسلى بالتاريخ وتتغنى بأمجاده الماضية، فهم ينامون ويصحون على المنجزات التي حققها أسلافهم من الحكام والقادة في الماضي السحيق، لعلهم يجدون في ذلك السلوى عن واقعهم وتخلفهم الراهن، ولعلّ أصدق ما قيل في هؤلاء قول الشاعر ابن الرومي:
 
لئن فخرت بآباءٍ ذوي حسب لقد صدقت ولكن بئس ما ولدوا
 
وأقصى ما يقال لهؤلاء إنّ آباءكم كانوا عظماء وماضيكم مجيدًا، ولكن ماذا عن واقعكم الآن!. إنّ من الخطأ الفادح والخداع للذات الركون إلى التسلي بالتاريخ والتغني بأمجاد الماضي.
 

التقديس والتنزيه

 
هناك منهجية تقديسية خاطئة في النظر للتاريخ يقع فيها كثيرون. وهي تلك القائمة على التقديس المطلق للتاريخ بأحداثه وشخصياته، حيث يرى هؤلاء أنّ كلّ ما جرى في ذلك التاريخ هو خير، ويأنفون عن النقد، ولا يقبلون بوضع رجالات التاريخ موضع الجرح والتعديل، لا من الحكام الأمويين ولا العباسيين، ولا من سبقهم من الأصحاب والتابعين، فلا يصح ـ عند هؤلاء ـ المساس بالسلف الماضي. 
 
وهذا التقديس الشامل للتاريخ يعدّ خطأ فادحًا، لما فيه من خلط للأوراق وحرمان للأمة من الاستفادة من تجاربها، تلك الاستفادة التي لن تتحقق إلا من خلال الاطلاع الدقيق على مجريات التاريخ والوقوف على الصالح والطالح فيه، وهذا ما لن يتحقق في ظلّ حالة التقديس المطلق للماضي، حيث لا تبيان للخطأ والصواب، ولا فرز للسلبيات والإيجابيات. ومردّ هذا الإحجام عن مراجعة التاريخ هي حالة الاصطفاف المذهبي من جانب، والرغبة في انتزاع الشرعية من ذلك التاريخ من جانب آخر، وهذا ما جعل الاستبداد في كثير من مجتمعات الأمة متوارثًا، والظلم مألوفًا، والإقصاء والتهميش عادة سائدة، استنادًا إلى سيرة حاكم من الحكام أو خليفة من الخلفاء. 
 

الانشغال بالتاريخ

 
وفي مقابل الفئة التي تقدّس التاريخ وترفض المساس به ومراجعة أحداثه، هناك فئة أخرى من الناس غارقون إلى آذانهم في تفاصيل التاريخ بأحداثه وشخصياته. منشغلون إلى أقصى الحدود بالصراعات التاريخية بشخوصها وأدق وقائعها، وهذا منهج خطأ هو الآخر. لأنّ ذلك يجعل من التاريخ مصدرًا للفتن عوضًا عن أخذ العبر، فكلّ فئة من الفئات ستنزع حينها للانتصار للطرف التاريخي الأقرب إليها من ناحية الانتماء والاعتقاد، وبذلك يبقى الناس في أجواء صراعات تصرمت ومضت عليها القرون المتطاولة.
 

الدراسة والاعتبار

 
إنّ القرآن الكريم يشير بوضوح إلى الغاية من دراسة التاريخ وهي أخذ العبرة من أحداثه. قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ، ومقتضى أخذ العبر من التاريخ أن يجري النظر في الوقائع بتجرد والتمحيص فيها بروح الباحث. وجاءت مفردة العبرة في الآية الكريمة من العبور، مع الإشارة إلى أنّ الأقدر على أخذ العبر من التاريخ هم ذوو الألباب وأصحاب العقول النيرة. على النقيض من أولئك الذين تستولي عليهم الغرائز وتغلب عليهم لغة العواطف، حتى لا يعودون يتحركون إلا من وحي أهوائهم وعواطفهم، حينها تنقلب الآية، فعوضًا عن أن يكون في قصصهم عبرة، يصبح في قصصهم فتنة!. فأحداث التاريخ مليئة بالعبر لأولي الألباب، لكنها ستكون مليئة بالفتن لأهل الأهواء. والله سبحانه يريد لنا أن نقرأ التاريخ بغرض أخذ العبر، لا التغني بأمجاد الماضي أو استجلاب الفتن. ومردّ ذلك إلى طريقة النظر في التاريخ بأحداثه وشخوصه. 
 
إنّ الاحتفاء بالمناسبات التاريخية أمر محمود، شريطة أن يكون محطة للاستفادة المناسبة وأخذ العبر والدروس. وبحمد الله يحتفل مجتمعنا بالعديد من الأحداث التاريخية المتعلقة بذكريات القادة الدينيين وخاصة أئمة أهل البيت، ولكن يبقى السؤال قائمًا عن الكيفية التي ينبغي أن يظهر عليها الاحتفاء والفائدة المرجوة من ذلك. 
 

زينب والدور الاجتماعي للمرأة

 
وقد مرت علينا في هذه الأيام ذكرى ميلاد السيدة زينب بنت أمير المؤمنين، وهي مناسبة نحتاج الى الاحتفاء بها وإيلائها الاهتمام المناسب، خاصة في ظروف مجتمعاتنا المعاصرة. 
 
ونحن حينما نحتفي بالسيدة زينب، تلك المرأة العظيمة الرائدة، فنحن أحوج ما نكون للتركيز على نقطتين هما من موارد الاعتبار الكبيرة في سيرتها. الأمر الأول هو التركز على دور المرأة الاجتماعي، لما في أغلب مجتمعاتنا الإسلامية من تهميش لدور المرأة، كما لو لم يكن للمرأة شأن بالأوضاع الاجتماعية والسياسية والثقافية، في وقت باتت المرأة عبر العالم تعيش مرحلة تاريخية انتزعت خلالها دورها المحوري على كافة الصّعد، وهذا تطور تاريخي رائع. فحين نقرأ على سبيل المثال ان الحكومة الفرنسية المتشكلة حديثًا، يشكل النساء نصف مقاعدها، فهذا مكسب إنساني لا يمكن القفز عليه. نقول ذلك مع نقدنا للنزعة الغرائزية التي تخرج المرأة من إنسانيتها وتركز على أنوثتها، وتنظر لها من زاوية الإثارة الجنسية، على نحو يغيب فيها العفاف والطهارة الأخلاقية.
 
ينبغي أن نشيد بالتطور الإيجابي الذي جعل المرأة صنو الرجل في بناء الحياة وصناعة التنمية وقيادة الأوطان، فهذا ما ينبغي أن يكون عليه الوضع في هذا العالم، الذي باتت تفاخر فيه الدول بأدوار المرأة في المشاركة في قيادتها وصنع سياساتها، وهو الأمر الغائب عن مجتمعاتنا، وما يتطلب منّا تجاوزه. 
 
إنّ الاحتفاء بالسيدة زينب ينبغي أن يكون مناسبة لاستعادة الدور الحقيقي للمرأة المسلمة. ذلك أن الاحتفاء بها لم يأتِ انطلاقًا من دورها العائلي المحض، ولكونها سيدة بيت جيدة، أو مربية أطفال كفوءة، أو لأنها كانت حسنة التبعل لزوجها، فمع كلّ ما يستحق ذلك من الإشادة، إلا أنّ الجميع يعلم أنّ التمجيد الذي نالته السيدة زينب لم يأتِ نتيجة لهذه الأسباب، وإنما جاء انطلاقًا من مشاركتها في النهضة التي قام بها أخوها الإمام الحسين
 
إنّ ذكر السيدة زينب والحديث عنها وتمجيدها إنّما هو في جوهره حديث عن مواقفها في تلك النهضة العظيمة. فقد كان لثورة الحسين وجهان وصانعان، هما الحسين وزينب، فلا يكاد يذكر الحسين إلا ويستحضر الذهن زينب، ولا تكاد تذكر كربلاء إلا وتحضر زينب في قلب الصورة، فلا يمكن تجريد واقعة كربلاء من دور زينب، فقد كان وجودها وجودًا أساسيًّا. وقد ذهب بعض العلماء إلى القول بأنّ دور الإمام الحسين انتهى باستشهاده ظهر اليوم العاشر من محرم، بخلاف دور السيدة زينب الذي استمر بعد ذلك. وكان دورها في تلك الثورة أطول زمنيًّا من دور الإمام الحسين، ولا نتحدث عن الفضل والعظمة التي هي راجحة لجهة الإمام، وإنّما عن المساحة الزمنية التي احتلتها السيدة زينب في مجريات الثورة إلى ما بعد استشهاد الإمام، وقد يكون من غير المبالغ فيه القول إن الآلام التي تكبّدتها السيدة زينب فيما بعد تضاهي الآلام التي تكبّدها الإمام، ويكفيها أنها عاينت مصرع أخيها الإمام، فذلك بمفرده يمثل مصيبة عظيمة، ناهيك عن باقي فصول المأساة.
 
من هنا يأتي السؤال المهم حول دور المرأة المسلمة في العصر الراهن. وأين بات موقعها اليوم من الأدوار التي لعبتها النساء العظيمات في صدر الإسلام، من خديجة وفاطمة وزينب وسائر النساء العظيمات اللاتي شاركن في صناعة التاريخ، ولماذا تقلص دور المرأة المسلمة إلى أدنى الحدود؟
 

التكوين التربوي

 
وبمناسبة الحديث عن السيدة زينب ينبغي أن نتناول التكوين التربوي لشخصيتها، فذلك أمر بالغ الأهمية، فهناك إهمال تربوي لأبناء الجيل الجديد من الأولاد بشكل عام، والبنات على نحو خاصّ. فلم يعد الأبناء يحضون بالرعاية المناسبة، ولا يجدون الأحضان الدافئة، ولا يتشبعون بالعاطفة والمحبة من عوائلهم، ولذلك ينشأ الأبناء، أولادًا وفتيات، وهم يعانون من جوع عاطفي، ومن جفاء ونقص في الحبّ والمودة داخل العائلة، وسرعان ما تجد الفتاة تبحث عمّا ينقصها من العاطفة والحبّ خارج العائلة. 
 
وفي هذا السياق نشرت جريدة الاقتصادية بتاريخ دراسة جامعية عن دار الرعاية للفتيات، وهي الدار التي تودع فيها الفتيات اللاتي يقعن في جرائم وانحرافات سلوكية، وكان محور تساؤل الدراسة هو عن الأسباب التي دفعت الفتيات نحو الجريمة والانحراف، وقد خلصت إلى أن 86 بالمئة من الفتيات وقعن في الجريمة بسبب الحرمان العاطفي!. وبنظرة خاطفة على ما يجري من حوارات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تجدها تكشف بوضوح عن مدى القسوة والجفاف العاطفي الذي تعانيه الفتيات في المنزل. وطالما تلقينا في مكتبنا اتصالات ومراسلات من فتيات ونساء يرفعن شكاواهن ويبثثن همومهن نتيجة ما يلاقين من قسوة بين جدران المنزل. وهذا ما يدفعنا لسؤال الرجال عن الدوافع التي تجعلهم يُلجئن أزواجهم لبث شكواهن خارج المنزل!، ولماذا لا تجد الفتاة المساحة التي تصارح فيها أهلها بمشاكلها وقضاياها، بدافع الحياء والخجل، أو لإعراض الوالدين اللذين لا يجدان الوقت للاستماع لبناتهم، وذلك ما يجعل الفتيات يعانين النقص الحادّ في الجانب العاطفي. 
 
إنّ إطلالة على الجوِّ الأسري الذي عاشت فيه السيدة زينب، يكشف إلى أيّ مدى صنع منها هذا الطود النضالي الشامخ. فقد كانت تحت كنف والديها، تتقلب في أجواء الحبّ والعطف والحنان والاحترام، وهذا عين ما أشار إليه أهل البيت، فقد ورد عن الإمام الحسين القول: «يأبى الله لنا ذلك ورسوله وحجور طابت»، وذلك ما يكشف عن التأثير البالغ للحِجْر الطيب، والأجواء العائلية الدافئة، في تكوين شخصية الأبناء. سيما إذا أخذنا في الاعتبار أن السيدة زينب قد تربت في عائلة عظيمة، فجدّها رسول الله، الذي لا يكاد يمرّ يوم إلا ويدخل فيه على بيت فاطمة، وقد كان يقف على باب فاطمة عند كلّ صلاة مناديًا الصلاة الصلاة أهل البيت، إنّما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا، وكان إذا أراد السفر جعل بيت فاطمة آخر بيت يودّعه، وإذا عاد من سفره جعل بيت فاطمة أول بيت يدخله بعد المسجد، وقد استفاضت كتب السيرة والتاريخ بأنه كان إذا دخل بيت فاطمة قضى وقتًا في ملاعبة الحسنين وحملهما، والإغداق عليهما من فائض حنانه. 
 
وقد صوّر الشيخ محمد جواد مغنية جانبًا من الدفء العائلي والمحبة والحنان في بيت فاطمة، حيث قال: «كان النبي لا يصبر عن بيته هذا ولا يشغله عنه شاغل خاصة بعد أن نبتت فيه رياحينه (مع ولادة الحسنين وزينب وأم كلثوم)، فإذا دخله قبّل هذا وشمّ ذاك وابتسم لتلك، ودخله ذات يوم وأخذ الحسن وحمله، فأخذ علي الحسين وحمله، فأخذت فاطمة زينب وحملتها، فاهتزت أركان البيت طربًا لجوّ الصفوة المختارة، وابتهاج الرسول بآله، وابتهاجهم به، وتدلنا هذه الظاهرة وكثير غيرها، أنّ محمدًا كان أكثر الأنبياء غبطة وسعادة بأهل بيته»[1] . وقد كان إذا دخل بيت فاطمة أخذ زينب وقبلها ثم يقول: «أوصيكم بها فإنها شبيهة جدتها خديجة»[2] ، ولطالما تداول الخطباء خبر خروج زينب لزيارة قبر جدها رسول الله ليلًا، وكيف كانت تخرج وسط موكب يتقدمه أبوها علي، وأخوها الحسن عن يمينها، والحسين عن شمالها وسائر إخوتها خلفها، وقد يتبادر لأذهان البعض أنّ هذا الموكب المهيب إنّما يأتي للحفاظ على خدر السيدة زينب، في حين يأتي في حقيقة الأمر لإظهار مكانتها وهيبتها، وهي تتوسط هؤلاء العظماء الذين يخرجون لمرافقتها، كما يتضمن ذلك إظهارًا لأقصى درجات الاحترام والتقدير لمكانتها ورمزيتها وهي بعد لا تزال فتاة صغيرة. 
 
أين هذا مما بتنا نراه هذه الأيام من إرسال البعض أهاليهم من زوجة أو بنات مع السائقين الأجانب لقضاء حوائجهن من تسوق وزيارات وغير ذلك، في حين يستلقي هو على أريكته في المنزل، لا لشيء إلا لكسل ينتابه أو ملل يستولي عليه. ونحن هنا لا نتناول هذا الأمر من زاوية الحلال والحرام، بقدر ما نتلمس مقدار العطف والحنان والاحترام الذي يوليه أهل البيت لأهليهم في مقابل ما بات الناس عليه اليوم، ومن ثم معرفة النتاج التربوي المرتقب عن النمط التربوي الأول، قياسًا على الثاني.
 

صور من عظمة زينب

 
إنّ نمط التربية الذي اعتمده أهل البيت هو الذي جعل من السيدة زينب تلك الشخصية العظيمة. إذ بالإضافة إلى المعارف التي اكتسبتها ومكانتها عند الله، يكفي أن يقول الإمام زين العابدين في حقّها «وأنت بحمد الله يا عمّة عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة». ويكفي من مواقف زينب أنها حين رأت المصرع الأليم لأخيها الحسين الذي تكاد السماوات تتفطرن منه وتخرّ الجبال هدّا، حيث رأته ملقا على البوغاء بتلك الحالة الأليمة موزع الأعضاء والدماء تشخب من وريديه، وقد كانت بين صفين من العسكر وهم يسلطون الأنظار عليها يراقبون ما تفعل أو تقول، ولعلهم كانوا ينتظرون منها أن ترفع تحت هول المشهد راية الاستسلام وتعلن الهزيمة، وما إذا كانت ستندب حظّها وتلطم وجهها كمدًا على أخيها، ولكن خاب ظنهم، فما إن وقفت على مصرع أخيها وخمد صخب الجيش، رفعت يديها إلى السماء وقالت «اللهم تقبل منا هذا القربان، اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى»، هذه هي زينب ابنة علي.  
 
ولطالما رأينا آثار هذه المدرسة الزينية العظيمة في المجتمعات المؤمنة من أتباع أهل البيت، التي ابتليت باعتداءات الجيوش الغازية، كما في جنوب لبنان، فهم ومهما طالهم الدمار وسقط منهم الشهداء فهم لا يقبلون الانكسار ولا يعلنون الهزيمة قط، وإنّما شعارهم قول زينب لابن زياد حينما سألها: كيف رأيت صنع الله بأخيك؟ فردت عليه بقولها: والله ما رأيت إلا جميلًا. فشعار أتباع المدرسة الزينية هو أنّهم لا يرون في التضحيات وسقوط الشهداء إلا جميلًا، سواء كان في الضاحية الجنوبية أم الجنوب اللبناني، فذلك بأجمعه في سبيل الله وحفظًا لكرامتهم واستقلالهم، وتلك هي مدرسة النبي وعلي والحسين وزينب وسائر أئمة أهل البيت.
 
 
* خطبة الجمعة بتاريخ 8 جمادي الأولى 1428هـ الموافق 24 يونيو 2007م.
[1]  محمد جواد مغنية. مع بطلة كربلاء، الطبعة الرابعة 1989م، ص22.
[2]  السيد نور الدين الجزائري، الخصائص الزينبية، انتشارات الشريف الرضي، قم ـ إيران 1418هـ، ص42.