الشيخ الصفار: آن الأوان لنرى أبناءنا في مصاف علماء العالم

 ويقول بأن الانسان في بلادنا لا يقل عن نظيره في البلدان المتقدمة.
ويشيد بالطالب فارس اليوسف لإنجازه التاريخي في اختبار SAT.
ويضيف بأن من مهام الخطاب الديني ان يشجع الموهوبين.
وينتقد ضعف التفاعل المجتمعي إزاء دعم المشاريع العلمية.

 حثّ سماحة الشيخ حسن الصفار الطلبة الموهوبين على التطلع نحو بلوغ مراتب العلماء في تخصصاتهم العلمية، داعيا في الوقت عينه إلى مضاعفة الاهتمام العائلي والمجتمعي بالموهوبين. 

 جاء ذلك خلال خطبتي الجمعة 6 جمادى الثاني 1441هـ الموافق 31 يناير 2020م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.

 وقال الشيخ الصفار ان وطننا تجاوز في المرحلة الماضية حالة الأمية، ونجح في تخريج الموظفين والمهنيين لتسيير أجهزة الدولة، وبات اليوم أمام مهمة إنتاج العلم وتخريج العلماء في مجالات العلوم المختلفة.

 وأضاف القول "الانسان في بلادنا لا يقل عن نظيره في البلدان المتقدمة، لا ذهنية ولا ذكاءً، لكن الفارق يكمن في اتاحة الفرص وتوفير الأجواء للبحث والدراسة والتجربة والممارسة".

 وأهاب بالطلاب والطالبات التحلي بالجدية والتطلع إلى مواصلة الدراسات العليا وأن يصبحوا علماء لا أن يكتفوا بالحصول على الشهادة من أجل الوظيفة وحسب.

 وفي السياق أشاد سماحته بالطالب فارس اليوسف من مدينة صفوى بمحافظة القطيف الذي حقق أعلى درجة في اختبار SAT في تاريخ المملكة.

 وكان الطالب اليوسف قد حقق 1580 درجة من إجمالي 1600 درجة في اختبار SAT ليحصل إثرها على قبول مبكر في تخصص الرياضيات التطبيقية والاقتصاد من جامعة هارفارد أعرق الجامعات الأمريكية والعالمية.

 وجدّد سماحته التأكيد على العوائل الاهتمام بتعليم أبنائهم وتشجيعهم على احراز التفوق والتميز وخاصة عندما تلمح فيهم مؤشرات الموهبة.

 وأمام حشد من المصلين حمّل الشيخ الصفار الخطاب الديني المسئولية عن تشجيع الموهوبين وتحفيزهم.

 وقال "ان من مهمات خطابنا الديني ان يشجع الموهوبين وأن نتحدث عنهم ونبرزهم حتى يكون ذلك حافزا لأمثالهم من الطلاب والطالبات".

 وانتقد سماحته ضعف التفاعل المجتمعي إزاء دعم المشاريع العلمية التي يتبناها الشباب. قائلا بأن دعم الأنشطة العلمية الأهلية ينبغي ألا يقل عن دعم الأنشطة الدينية المختلفة إن لم يفقها، تبعا لحاجة الناس لها.

 وأوضح بأن دعم البرامج العلمية لا يقل ثوابا عن دعم المساجد والحسينيات والشعائر ان لم يكن أكثر بسبب ضرورته والحاجة اليه. 

 وعلى المستوى الرسمي أشاد سماحته بقيام مؤسسات رسمية تتبنى اكتشاف المواهب العلمية وتحتضنها وفي طليعتها مؤسسة موهبة غير الربحية التي تأسست قبل نحو 20 سنة.

 وتابع بأن هذه المؤسسة أهلت الطلبة الموهوبين للمشاركة في المسابقات العلمية الدولية فحققوا إنجازات كبيرة وحصدوا أكثر من 397 ميدالية وجائزة دولية.

 وأردف بأن للمنطقة الشرقية بشكل عام ومحافظة القطيف بشكل خاص موقعًا مميزًا ضمن خارطة "موهبة" الوطنية مع اجتياز 1423 طالبا وطالبة من المحافظة مقياس موهبة في العام الماضي وحده.

 وقال الشيخ الصفار ان ظهور جدارة وكفاءة أبنائنا في قدراتهم الذهنية والعلمية وتفاعلهم مع هذه البرامج المتقدمة يعدّ مؤشرا قويا على استعدادهم لبلوغ مراتب العلماء في مجالات العلوم المختلفة.