الشيخ الصفار: تلويث البيئة ضرب من ضروب الإفساد في الأرض

ويقول إن كل فرد يتحمل جزءً من المسؤولية حيال تفاقم مشكلة النفايات.
ويحمّل المصنّعين وخطوط الموضة المسئولية عن مخلفات الملابس والإلكترونيات.
ويدعو إلى إعادة تدوير المخلفات بتصنيفها وإعادة تصنيعها والاستفادة منها.

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى الترشيد في استهلاك الملابس والغذاء والمقتنيات الالكترونية تلافيا لمشكلة النفايات التي باتت تسبب أضرارا بالغة بالبيئة ومستقبل البشرية على المدى البعيد.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 2 ذو القعدة 1440هـ الموافق 5 يوليو 2019م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.

وقال الشيخ الصفار "إن مشكلة النفايات وإن كانت عالمية ووطنية عامة فإن كل فرد يتحمل جزءً من المسؤولية تجاهها فينبغي السعي نحو التقليل من النفايات والمخلفات".

واستعرض جانبا من المشكلة المتمثل في انتاج العالم ما يربو على 2 مليار طن من النفايات سنويا يبلغ نصيب المملكة منها ما يتجاوز 16 مليون طن.

وذكر سماحته أن التقديرات تشير إلى أن تكلفة الهدر الغذائي في السعودية تصل إلى أكثر من 13 مليار دولار أمريكي سنويا جراء التبذير في المنازل وفوائض الأغذية في المناسبات الاجتماعية.

وتابع بأن الأمر نفسه ينسحب على مخلفات الملابس والأحذية استجابة لخطوط الموضة، اضافة إلى الأثاث والأجهزة الالكترونية من الكمبيوترات والهواتف النقالة والأجهزة المنزلية.

وحمّل الشيخ الصفار الشركات المصنعة للأجهزة الالكترونية المسئولية عن تقصير العمر الافتراضي لمنتجاتها بصورة مخططة وذلك لضمان استمرار الإنتاج وزيادة الأرباح.

وأضاف سماحته ان الله تعالى سخّر ما في الكون لخدمة الإنسان ومصلحته وأوصاه بالمحافظة على سلامة البيئة.

واستدرك بأن الإنسان بجشعه وسوء تصرفه أحدث في البيئة اضرارا فادحة انعكست آثارها عليه وعلى اجياله القادمة. عادّا ذلك من ضروب الافساد في الأرض وفقا لقوله تعالى ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَاَ﴾.

ويدعو إلى اعادة التدوير

إلى ذلك دعا الشيخ الصفار إلى التوجه نحو إعادة تدوير المخلفات بتصنيفها وايصالها إلى الجهات التي تعيد تصنيعها او الاستفادة منها بدلا من حرقها او دفنها.

وقال ان هذه النفايات باتت تشكل عبئا على البيئة إن لم تجرِ معالجتها وإعادة تدويرها إلى جانب ما تمثله من هدر في الإمكانات.

وأشار إلى نسبة الاستفادة من النفايات في المملكة لا تتجاوز 15% في مقابل الدول الأخرى التي باتت تستفيد من النفايات في مختلف الصناعات وفي انتاج الطاقة الكهربائية.

وأضاف القول أنه ينبغي إنشاء مصانع ومؤسسات مهمتها إعادة تدوير النفايات داعيا في السياق الجمعيات التطوعية والخيرية إلى تحمل مسئوليتها في التصدي لتجميعها وايصالها.

وعلى المستوى المحلي أشاد سماحته بتجربة الجمعية الخيرية للطعام "اطعام" في الدمام.

وأوضح بأن الجمعية حفظت منذ تأسيها وحتى العام الجاري 2019 ما يزيد على 12 مليون وجبة طعام من الهدر وذلك من خلال جمع الأغذية الفائضة واعادة توزيعها على المحتاجين.

كما نوه إلى أعمال الهيئة الملكية للجبيل التي تعيد تدوير 56% من النفايات الصناعية المقدرة بنحو 118 ألف طن عام 2018 وذلك من خلال 10 شركات عاملة في صناعة التدوير.