جريدة «عرب نيوز» توجه أسئلة لسماحة الشيخ حسن الصفار تتعلق بالعهد الجديد

وجهت جريدة «عرب نيوز» أسئلة لسماحة الشيخ حسن الصفار تتعلق بالعهد الجديد وتولي الملك عبدالله بن عبدالعزيز قيادة المملكة بعد رحيل الملك فهد، وقد نشرت إجابات سماحته في عددها الصادر اليوم الأحد 2 رجب 1426هـ الموافق 7 أغسطس 2005م وفيما يلي نص الأسئلة والأجوبة..

سماحة الشيخ حسن الصفار .. من خلال موقعكم كشخصية دينية ووطنية بارزة أحببت أن أطرح عليكم بعض الأسئلة بخصوص المرحلة المقبلة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

- المرحلة القادمة بنظركم هل ستحمل الكثير من التغيرات على ساحة الإصلاح؟

التغيرات على ساحة الإصلاح بدأت في المملكة من خلال إطلاق مؤتمر الحوار الوطني، وتشكيل الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، وإجراء الانتخابات البلدية، والمرحلة القادمة ستشهد إن شاء الله تفعيل هذه المبادرات أكثر، وإكمالها بمبادرات جريئة على طريق الإصلاح.

- إذا كان الملك عبدالله هو الحاكم الفعلي منذ عشر سنوات، لماذا الأمل بإصلاحات دراماتيكية وسريعة، هل بتقليده منصب الملك يتيح له القيام بإصلاحات أكثر؟


لا أرى أنه ستحصل إصلاحات دراماتيكية سريعة، لأن ذلك ليس من نهج السياسة السعودية، التي اعتمدت أسلوب التأني والتدرج.
ومع أن الملك عبدالله كان بمثابة الحاكم الفعلي منذ عشر سنوات لكنه الآن يتمتع بصلاحية أكبر فهو القائد الأعلى والمسؤول الأول بالأصالة وبحكم الدستور وبيعة الجمهور وليس نائباً أو مخولاً من قائدٍ أعلى منه كما كان سابقاً. وبالتالي فالفرق واضح بين الحالين.

- هل تعتقد بإمكانية إعطاء حقوق أوسع للأقليات الدينية في المملكة؟

لا يوجد في المملكة أقليات دينية فكل مواطنيها مسلمون والحمدلله، لكنهم ينتمون إلى مذاهب مختلفة من مذاهب أهل السنة الأربعة (الحنبلي، المالكي، الشافعي، الحنفي) ومذاهب الشيعة (الجعفرية، الإسماعيلية) . ويشكو أتباع بعض هذه المذاهب من انتقاص حرياتهم الدينية وبعض حقوقهم الوطنية، بسبب بعض الممارسات والتصرفات الخاطئة من أطراف تحتكر التمثيل الديني لنفسها، وتريد إلغاء الآخرين، ومبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بعقد الحوار الوطني هو لمعالجة هذه الحالة وتهيئة الأجواء لتجاوزها، وتأكيده في أول كلمة ألقاها بعد البيعة على تحقيق العدالة دون تفرقة بين المواطنين، إشارة إلى تصميمه على التخلص من آثار تلك الحقبة السيئة.
بدورنا نرفض تصنيف المواطنين مذهبياً على صعيد الواجبات والحقوق فكلنا أبناء هذا الوطن وشركاء في بنائه وخيراته والدفاع عنه.

- كشخصية وطنية بارزة شاركت في الحوار الوطني، هل تعتقدون بأن هذه الحوارات كافية أم يجب استحداث قنوات أخرى لإدخال المواطن في دائرة الحكم وصنع القرار بدلاً من أن يكون خارجها؟

الحوار الوطني يجب أن يتطور وأن يمتلك آليات للتأثير والتنفيذ، وإلا فسيكون مجرد ملتقى ثقافي يفتقد القدرة على مواجهة مشكلة عويصة يعاني منها الوطن والمواطنون، وهي التمييز المفتعل بين المواطنين، واتجاهات الإقصاء والإلغاء من جهة للجهات الأخرى.
والمشاركة الشعبية في صنع القرار حق طبيعي ضمن قنواته المعروفة عالمياً وهي الانتخابات البرلمانية والبلدية، وهذا ما نطمح إلى تحققه إن شاء الله. إضافة إلى فسح المجال لقيام مؤسسات المجتمع المدني. ومن الملك عبدالله يؤمل كل خير وكذلك من ولي عهد الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهما الله.