تصريح سماحة الشيخ حسن الصفار بمناسبة الحادث الأليم ليلة العاشر من محرم في قرية الدالوة بالأحساء

مكتب الشيخ حسن الصفار

 بسم الله الرحمن الرحيم

حين يستهدف المتطرفون الإرهابيون مجلس عزاء ديني في الأحساء ليلة العاشر من المحرم، فإنهم يبتغون تفجير النسيج الاجتماعي الوطني، وإشعال الفتنة الطائفية، والردّ المطلوب على هذه الجريمة النكراء، هو تعزيز التلاحم والتعايش الوطني، بنشر ثقافة التسامح، وتجريم التحريض على الكراهية، وإدانة الشحن الطائفي، ورفض ممارسات التمييز والإقصاء.

إن ضحايا هذا العدوان الاثيم نحتسبهم عند الله تعالى شهداء أبرار، قدّموا حياتهم فداءً لإحياء شعائر المودة والولاء لآل بيت رسول الله ، في ذكرى استشهاد أبي عبدالله الحسين بن علي سبط رسول الله وسيد شباب أهل الجنة، نسأل الله تعالى لهم عظيم المغفرة والرضوان ورفيع الدرجات، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمنّ على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل، ويعوضهم بخير الدنيا والآخرة.

وقد أثبت أهلنا الكرام في الأحساء ما كان متوقعاً منهم، وما هو معروف في تاريخهم من التسامي على الجراح، ونضج الوعي الديني والوطني، والتمسك بنهج التعايش والتسامح، وكانت مواقف التعاطف والتضامن الواعية النبيلة التي انطلقت على مستوى الوطن، من مسؤولين وعلماء وكتّاب وإعلاميين، تستنكر العدوان الاثيم وتؤكد على الوحدة والمساواة بين المواطنين سنة وشيعة، وترفض نهج التطرف والإرهاب والتكفير، هذه المواقف المشكورة والجهود المبذولة من قبل الجهات الأمنية التي استشهد بعض رجالها في مواجهة الارهابيين هي خير سلوة وعزاء، يجب استثمارها والتأسيس عليها لتعزيز الوحدة الوطنية، وسدّ الثغرات التي ينفذ منها المتطرفون التكفيريون.

حمى الله بلادنا وبلاد المسلمين من كل مكروه، وأعان أمتنا على مواجهة الفتن والتحديات، وسدّد خطوات قادتها نحو التقدم والإصلاح.

والحمد لله ربّ العالمين.

 

حسن بن موسى الصفار

11 محرم 1436هـ