تقديم لكتاب «المباهلة» للأستاذ طاهر بن علي الخلف

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطاهرين.

الولاء للنبي محمد وعترته الطاهرة قديم عريق في نفوس أبناء هجر، منذ دخولهم الطوعي في الإسلام، في السنة السادسة للهجرة، وحيث أقيمت في الأحساء ثاني جمعة في الإسلام بعد المدينة المنورة، في مسجد جواثى.

فقد لمعت في تاريخ مدرسة أهل البيت أسماء بارزة لامعة من رجالات هجر كرشيد الهجري وزيد بن صوحان وأخيه صعصعة بن صوحان العبدي، وخلاس بن عمر الهجري، وسفيان بن مصعب ويحي بن بلال.

والولاء لأهل البيت في الأحساء ليس مجرد انتماءٍ عاطفي يتوارث، بل هو التزام عقدي مؤسس على العلم والمعرفة، ومن أجلى شواهد ذلك تواصل مسيرة العلم والعلماء الشيعة، والتي لم ينقطع في تاريخ هجر، وكذلك التراث العلمي والثقافي الذي أنتجه أعلام وأدباء هذه المنطقة الطيبة، من مؤلفات الشيخ ابن أبي جمهور الأحسائي (897هـ) إلى الثروة الضخمة من الكتب والرسائل التي خلّفها الشيخ أحمد بن زين الدين (1241هـ) إلى أبحاث الشيخ محمد أبو خمسين (1413هـ) وصولاً إلى النتاج العلمي والمعرفي الرائع للدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي حفظه الله.

مروراً بالكثير من العلماء والباحثين والأدباء من أبناء هجر ممن أثروا المكتبة الإسلامية بعطائهم الوفير.

ويطيب لي هنا أن أشيد بالحراك الثقافي والأدبي في أوساط جيل الشباب المعاصر في الأحساء، حيث برز منهم أدباء ومثقفون سجلوا حضورهم المشرق على المستوى الوطني والعالمي.

وبين يدي القارئ الكريم بحث كتبه أحد شباب الأحساء النابهين، ممن تشربوا الولاء للنبي وعترته الطاهرة، ثم عززوا هذا الولاء الذي رضعوه ونشأوا عليه بالوعي والمعرفة.

يتناول الأستاذ الفاضل طاهر بن علي الخلف في كتابه القيّم قصة (المباهلة) التي خلّدها القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ [سورة آل عمران:الآية61].   وسجّلها كل كتّاب السيرة النبوية الشريفة، وروت تفاصيلها الأحاديث والروايات في المصادر المعتمدة لدى المسلمين.

وقد بذل الكاتب جهده للتأمل في أبعاد هذه القضية ودلالاتها على مقام العترة الطاهرة، وما يفيده النص القرآني من أن علياً نفس رسول الله ، وأن الصديقة الزهراء هي التي تمثل نساء الأمة، دون أيٍّ من زوجات النبي ، وأن الحسنين أبناء رسول الله .

واعتمد الكاتب على مختلف المصادر من كتب التفسير والحديث وعلم الكلام، منتقياً منها ما يعطي للقارئ صورة واضحة جلية عن ذلك المشهد العظيم في موقف المباهلة، مركّزاً على بعض الزوايا واللقطات المهمة من تلك الصورة، من أجل تعزيز الولاء للعترة الطاهرة، صلوات الله وسلامه عليها.

فشكراً للأخ الفاضل على ما بذل من جهد، ووفقه الله تعالى للمزيد من العطاء في خدمة الدين والمجتمع، وضاعف له من الأجر والثواب.

والحمدلله رب العالمين

حسن الصفار           
28 صفر 1430هـ       
23 فبراير 2009م